وهذا الاختبار سيحدد اي طريق سيختاره الشعب الايراني لرسم مستقبله المشرق في ادق المراحل السياسية التي يمر بها حاليا.
فالمرحلة الاولى من الانتخابات الرئاسية قد فجرت مفاجاة للمراقبين السياسيين من خلال مشاركة اكثر من ثلاثة وستين بالمائة من الناخبين المؤهلين بالرغم من الحملة الشرسة لوسائل الاعلام الغربية والامريكية خاصة لتحريض الشعب الايراني على مقاطعة الانتخابات.
وهذه المشاركة الجماهيرية تحمل رسالة خاصة في مفهومها الى العالم باسره وهي ان الشعب الايراني بمختلف توجهاته لن يتخلى مطلقا عن اهدافه وتطلعاته الوطنية والثورية.
فايمان الشعب الايراني العظيم بالمبادئ الانسانية للثورة الاسلامية ليس امرا جديدا , حيث ان هذا الشعب اثبت بجدارة على مدى ست وعشرين عاماا الماضية تمسكه ووفائه لمبادئ ثورته الاسلامية.
ففترة الدفاع المقدس التي دامت ثمانية اعوام والتي كانت مرحلة عصيبة وشاقة تعتبر احد الاختبارات التي خرج منها الشعب الايراني منتصرا مرفوع الراس , وذاد عن وحدة اراضي الجمهورية الاسلامية بالاتكال على مبادئه السامية.
كما ان العديد من علماء الاجتماع الغربيين يعتبرون ان الخاصية المهمة للشعب الايراني هو محافظته على تضامنه الوطني في المراحل الحساسة من حياته السياسية.
وهذا التضامن الوطني بالرغم من تنوعه الجغرافي والقومي تجسد وبلغ ذروته في اعقد الظروف السياسية التي مرت بها البلاد والمثال البارز لهذه الوحدة الوطنية تجلت في الفترة التي تربص بها اعداء الثورة الاسلامية بايران من كل حدب وصوب.
فمؤامرة الحرب المفروضة التي شنها نظام البعث لصدامي ضد ايران , والهجوم الامريكي على طبس , ودعم الجماعات الارهابية المسلحة , واغتيال المئات من رجالات الثورة , واثارة الفتن القومية في جنوب وغرب البلاد , وفرض عقوبات اقتصادية على ايران من قبل الغرب وامريكا, ومحاولة فرض عزلة دولية على الجمهورية الاسلامية كانت من ضمن الازمات التي واجهتها ايران ولم يمكن اجتيازها لولا وجود الوحدة الوطنية للشعب الايراني.
وفي الوقت الحاضر فان شعوب المنطقة وخاصة الشعوب المسلمة التي تواجه تحديا رئيسيا يتمثل فيما يعرف بالثورات المخملية , تدرك جيدا ان امريكا بصدد اثارة الازمات الداخلية في الدول المستقلة من اجل الاستيلاء على ثرواتها الطبيعية.
ان هذا المخطط الامريكي الذي يرمي الى ايجاد حزام امني حول الكيان الصهيوني يستهدف الامن الوطني لجميع بلدان المنطقة لاسيما البلدان الاسلامية.
فايران التي تعد من اهم دول هذه المنطقة الحساسة تواجه بالتاكيد التهديدات الامريكية ولكن يقظة الشعب الايراني ونضجه السياسي حال دون تمرير الاهداف الامريكية المشؤومة.
ومن هذا المنطلق فان الشعب الايراني سيثبت بشكل قاطع يوم الجمعة القادم الرابع والعشرين من يونيو من خلال توجهه الى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس المقبل على شعوره السياسي ويبرهن ان الشعب الذي يمتع بالحيوية يفضل طريق المشاركة السياسية على اساليب العنف.
فالجمهورية الاسلامية الايرانية التي خططت لعملية تنموية هائلة للاعوام العشرين المقبلة في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية , مصممة ان تبلغ اعلى مراحل التقدم العلمي عن طريق ايجاد الاجواء الديمقراطية السليمة وارساء السيادة الشعبية.
ومن الطبيعي فان هذا التقدم العلمي لايمكن تحقيقه بدون ان يكون هناك دعم جماهيري وهذا الدعم يتحقق من خلال المشاركة السياسية فقط.
فالجمعة القادم سيصنع الشعب الايراني مرة اخرى ملحمة جديدة في هذه المرحلة التاريخية , وسيثبت انه لم يتأثر بالدعايات المغرضة للابواق الاجنبية وسيخطو بكل هدوء نحو اهدافه المرسومة.
ان التحرك باتجاه الديمقراطية وحق تقرير المصير هو جزء من المبادئ السامية في دستور الجمهورية الاسلامية , وفي هذا المجال فان الشعب الايراني شارك حتى الآن في ست وعشرين عملية انتخابية والتي جرت بشكل منظم ونزيه وسيفجر كذلك مفاجاة يوم الجمعة تذهل العالم من خلال مشاركته المكثفة في انتخابات رئاسة الجمهورية./انتهى/
حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
تعليقك